صالح الراشد 

من جديد نعود لتحليل المباريات التي يخوضها الفيصلي قبل ان تنطلق الصافرة, وربما اعتقد البعض اننا نتحدث بعلم الغيب, لكن ما حصل مع فريق الاهلي المصري ومن فوز الفيصلي كما توقعنا ضمن معطيات ندركها جعلنا نقوم بدراسة شاملة عن فريقي الترجي التونسي والفيصلي اللذين سيلتقيان بعد '24' ساعة في نهائي العربي في الاسكندرية.
ونجد ان التوقعات فنيا تصب في مصلحة الفيصلي على الرغم من قوة الترجي وخبرة مدربة الكبيرة , الا ان الاوراق ضمن أرض الملعب تاتي في مصلحة الزعيم.

1- فالترجي كفريق ثقيل وكبير وصاحب خبرة يركز في هجومة على تدوير الكرة بين خطوط الفريق باحثا عن ثغرات في دفاع الفريق المنافس على أمل الدخول منها وطرق الشباك, لكن هذه الطريق التي ينتهجها تتناسب مع قدرات الفيصلي في عدة أمور ومنها ان لاعبو الفيصلي يجيدون التمركز السليم وبالذات في منطقة العمق الدفاعي التي يشغلها في غالبية أوقات اللقاء اربعة لاعبين وهم ابراهيم الزواهرة وياسر الرواشدة وبهاء عبد الرحمن وخليل بني عطية, وبالتالي فان قوة الترجي ستواجة قوة الفيصلي التي تكسرت عليها العديد من هجمات الفرق المنافسة, كما ان طول فترة تبادل الكرة بين لاعبي الترجي تمنح لاعبي الفيصلي القدرة على الاغلاق عبر الاطراف اضافة الى عودة دومنيك للعب أمام بهاء وخليل وهو قادر على قطع الكرات بسبب حسن توقعة وقوته البدنية, هذه المعطيات ستجعل فريق الترجي يفقد السلاح الاقوى.

2- السلاح الاخر لفريق الترجي يتمحور حول الكرات العالية التي يستغلها لاعبو الفريق بسبب طول قامتهم وقوتهم البدنية وتلك يواجهها حسن التمركز من لاعبي الفيصلي وهذا يمنح لاعبي الفيصلي الافضلية في مجال الكرات العالية في منطقة الجزاء.

3- حراسة المرمى , فلا يستطيع أحد ان ينكر ان معتز ياسين هو الحارس الافضل في البطولة على الاطلاق , واثبت معتز انه قادر على التصدي للكرات العرضية والأمامية بذات القوة , اضافة الى ليونته العالية كل هذا سيجعل من مهمة لاعبي الترجي صعبة في هز الشباك.

4- ويعاني فريق الترجي من ضعف في المنطقة الخلفية وتتمحور في أمرين وهما ضعف العودة الى الخلف سريعا, اضافة الى ضعف مستوى حارس المرمى قياسا بياسين, لذا فان الهجمات المرتدة التي يجيد تنفيذها لاعبو الفيصلي عن ظهر قلب ستجعل كل هجمة خطيرة وتهدد المرمى, في ظل وجود لاعبين مؤثرين عبر الاطراف وهما الليبي أكرم زوي والنجم المطلق في الفيصلي يوسف الرواشدة.

5- ويعاني ايضا لاعبو الترجي اصحاب القوة البدنية من ضعف التعامل مع الكرات النصف طائرة السريعة, لأن ابعاد هذه الكرات سيكون صعبا في الرأس أو القدم, وبالتالي سيبعدها لاعبوهم كيفما اتفق, ومن هنا تحدث الأخطاء التي يبحث عنه لاعبو الفيصلي وهم يجيدون استغلالها بقدرة عالية .

6- ومن نقاط قوة الفيصلي السنغالي دومنيك صاحب المواهب المتعددة والذي سيكون الرهان الاول في اللقاء بسبب قوته البدنية وقدرته على قطع الكرات والانطلاق من الخلف بسرعة خلف المهاجم لوكاس.

7- الصراع سيكون في اللقاء لاهبا بين المدرب الساحر نيبويشا والخبير التونسي فوزي البنزرتي, لكن من اللقاءات السابقة بات واضحا ان نيبويشا يملك خيارات متعدده أفضل من البنزرتي وقدرته أعلى في قراءة المباريات والاخطاء التي تحصل.

8- أما بخصوص تشكيلة الفريقين فان طه ياسين الخنيسي سيغيب عن فريق الترجي وهو لاعب موهوب ومرعب وهداف الدوري 20162017 في بلاده, وهذا الغياب يريح لاعبي الدفاع ويجعلهم يتفرغون لمراقبة لاعبين أقل خطورة وخبرة من الخنيسي.

9- الشوط الثاني يعتبر هو الحل الافضل لكلا المدربين , فكلاهما يراهن عليه لقدرة كل منهما في قراءه اللقاء , لكن الاحصائيات تشير الى نيبويشا هو الافضل في هذا المجال حيث حسم ثلاث مباريات من اصل اربع في الشوط الثاني, وفي اللقاء الرابع ركز على الدفاع المغلق ونجح فيه باقتدار , فيما الترجي ,وعلى الرغم من وصوله الى النهائي الا ان المستوى الذي قدمه لم يكن كافيا ليجعله يرتدي ثوب البطل.

10- الحالية النفسية التي يعيشها لاعبو الفيصلي تعتبر الافضل في ظل التشجيع الكبير في الملعب والاخبار التي تصل الاسكندرية بان الشعب الاردني يقف وراءه, كل هذا يمنح اللاعبين طاقة كبيرة لتحقيق الفوز والعودة باللقب الاول عربيا على صعيد الاندية.